ماما امل بلجون

"سندريلا عدن"، "ريحانة لحج"، "نسمة الرزميت"، "ماما أمل"... تلك العظيمة التي كلما مرت بها الأيام والسنوات زادتها حلاوة وعذوبة وإبداعا وتألقا. صاحبة الصوت الذي سكن ذاكرة هذا الجيل بأكمله.

كنت منذ الصف الرابع الابتدائي شغوفا بمتابعتها، لا أبالغ إذا قلت إنها أعظم مذيعة عرفتها في حياتي؛ ليس فقط لأنها مرتبطة بذكريات أيام الطفولة الحلوة مثلها، بل ولأنها أيضا صاحبة القلب الأرق والابتسامة الأعذب والحضور الأجمل على الشاشة.

"أمل"، ذلك الصوت الملائكي الذي كان يناغينا ويتهادى في أسماعنا وينساب إلى قلوبنا كالنسيم: "نادي الأطفال ناديكم نادي الأطفال.. نادي الأطفال يناديكم يا الله يا أطفال".

أمـل عمر عبد الرحمن بلجون من مواليد عــدن "حافــة حسين"، 10 يناير 1952، المذيعة المثقفة والاجتماعية والتربوية. ولدت لأسرة إعلامية عدنية عريقة. تألقت منذ ظهورها الأول طفلة مبهجة على مسرح عدن في ستينيات القرن الماضي. أفنت حياتها في مجال الإعلام، المرئي والمسموع. ساهمت في برامج الأطفال وعدد كبير من البرامج الثقافية المنوعة والبث المباشر، وتقديم نشرات الأخبار، فضلا عن مساهمتها في الأنشطة الاجتماعية.

مع بلوغها العقد الخامس لم تخبُ تألقاً وإبداعاً، بل ما تزال تتوهج كالشمس، وتتدفق كالنهر... ذلك هو سر عظمتها وروعتها ومع ذلك فلا تسمعها تقول دائما إلا: "مازلت في بداية المشوار".
أمل بلجون تمثل جيلا بأكمله. تختزل أحلامنا جميعا. إنها "ماما أمل"، "الأستاذة أمل"... إنها الأمل والابتسامة التي رافقتنا طوال حياتنا. جزء أساسي من حياتنا وذاكرتنا بجميع مراحلها.

اسمحوا لي أن أتنهد وأزفر بعض ما في داخلي بأن أقول: أمل بلجون، بتاريخها الحافل بالإبداع والتألق وعطائها المستمر، تساوي ألف وزارة. "ماما أمل"، أستاذتنا "أمل"، أملنا "أمل"... هذه دعوة خالصة من قلب جيل بأكمله: سلامتك! سلامة الابتسامة والأمل!

منقول للكاتب احمد غراب..
_________________

أمل بلجون علمُ من الأعلام البارزة في اليمن عاشت في أسرةٍ محافظة وملتزمة بعادات وقيم منظمة ومسؤولة، كان لها دوراً كبيراً في حياتها الاجتماعية والعملية والأسرية فيما بعد .

فقد كان والدها رجل محافظ ، يدقق على أصغر الأمور، فيما يتعلق بأسرته وأولاده، فتعلّمت منه النظام وعدم التساهل وتحمل المسؤولية في وقتٍ مبكرٍ، ولعل هذا أيضاً أدى دوراً كبيراً في قدرتها على أن تكون زوجة وأُم من الطراز الممتاز، وهي ما تزال في الخامسة عشرة من عمرها.

كانت بداياتها في سلك الإعلام مبكرة جداً، من خلال مشاركتها في كورس الإذاعة، ضمن برامج الأطفال منذ أن كانت في التاسعة من عمرها، وهذا ما انعكس عليها لاحقًا من نجاح في تقديم برامج الأطفال خصوصاً نادي الأطفال ذلك البرنامج الأكثر شهرة وتميزاً في العقدين الماضيين، ولأنّها تتمتع بملكات ربانية في فن الأداء التلقائي استطاعت أن تلفت انتباه العاملين في التلفزيون لاختيارها كمذيعة ، ومنذ ذلك الحين أصبحت أمل بلجون عاشقة الكاميرا والميكرفون ترتبط بهما في وثاق حميمي متجدد.. فقضت سنوات من عمرها في خدمة الإعلام وخصوصاً في قطاع التلفزيون وأحبها المشاهد واستمتع به متابعة برامجها، حتى الأطفال أحبوها وتعلقوا ببرنامجها المميز نادي الأطفال.

وكما عودتنا أمل بلجون المذيعة المتألقة دائما فإن عطاءها المتجد.د لايزال ينضح بكل ما هو ممتع وشيق فحاليا تقدم برنامج ( النور والامل ) و المتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة ، وتقوم بتقديم حكايات للاطفال في الاذاعة .

تعليقات

المشاركات الشائعة